2022-08-29

تعاني القطاعات الحيوية في سوريا من تداعيات الأزمة المالية والاقتصادية الخانقة، حيث يطلق العاملون بها صرخات استغاثة، وهو واقع يعيشه القطاع التربوي.

فقد بات الأساتذة، الذين كما يُقال هم "مربو الأجيال "، يبحثون اليوم عن مهرب خارج البلاد أو عبر الانتقال إلى مهنة أخرى.

ليس هناك من رقم محدد للأساتذة الذين تركوا المهنة ورحلوا عن البلاد، أو تركوها للبحث عن لقمة عيش في قطاع آخر يستطيع أن يؤمّن لهم قوتاً أكثر مقارنة بالتعليم، حتى لو كان الفارق ضئيلا، إلا أنهم يفضلون اليوم البحث عن "ربطة خبز زيادة "، وهو طموح كثيرين، كانوا إلى الأمس يتنعمون بشيء من الرفاهية التي اختفت بلمح البصر.

صحيفة "الوطن " المحلية ذكرت أن لجوء المدرسين إلى تقديم استقالاتهم أدى إلى نقص ملحوظ بعددهم في مدارس السويداء في اختصاصات مختلفة وخاصة الاختصاصات العلمية من الرياضيات والفيزياء والكيمياء وغيرها.

كما أدت الاستقالات تلك إلى إرباك العملية التعليمية في المدارس ودفعت كثيراً من إدارات المدارس إلى إغلاق شعب الفرع العلمي ضمنها وخاصة ضمن مدارس الريف ما شكل ضغطاً كبيراً على مدارس التعليم الثانوي في المدينة وزاد من إرباك الأهالي والتربية على حد سواء، بحسب الصحيفة.

وسجلت العديد من المدارس استقالات من مدرسي الاختصاص لمصلحة المدارس الخاصة في المدينة لارتفاع أجور المدرسين فيها مقارنة بالمدارس الحكومية والذي أدى بدوره إلى رفع أقساط تلك المدارس إلى حدود المليون ليرة للطالب الواحد تحت ذريعة استقبالها أفضل المدرسين على ساحة المحافظة، فضلاً عن لجوء الكثير من الأهالي إلى نقل أولادهم إلى تلك المدارس بحثاً عن المستوى الأفضل للمدرسين القائمين على العملية التدريسية وخاصة ضمن شعب الفرع العلمي للشهادة الثانوية.

وأكد عدد من مديري مدارس التعليم الثانوي أن المسابقات التي لجأت إليها مديرية التربية لتعويض النقص بالمدرسين أصحاب الاختصاصات العلمية من رياضيات وفيزياء وكيمياء لم تستطع أن تسد النقص الحاصل من جراء الأعداد القليلة التي تقدمت للمسابقة ضمن تلك الاختصاصات.

وأشار عدد كبير من العاملين في القطاع التربوي ممن التقتهم صحيفة "الوطن " إلى أن أسباب تقديم استقالاتهم إنما تعود إلى الأوضاع الاقتصادية وغلاء كل سبل المعيشة وعدم تحقيق الراتب حالة الاستقرار المعيشي مع الالتزامات المادية الكبيرة المطلوبة مع عجز الراتب عن تأمين أبسط متطلبات الحياة المعيشية من مأكل وملبس وطبابة.

وبيّنوا في حديثهم للصحيفة أن ذلك الأمر دفعهم إلى البحث عن طرق أخرى بأعمال إضافية لسد العجز في المصاريف، إضافة إلى البحث عن فرص عمل خارج البلاد بعقود عمل مقبولة من جراء فروقات أسعار الصرف بين عملة تلك البلاد وقيمة الليرة.

دائرة الشؤون الإدارية في مديرية تربية السويداء أوضحت لـ "الوطن " أن معظم الاستقالات كانت لمعلمين تجاوزت سنوات خدمتهم الوظيفية الـ25 سنة مع تأكيدها على قبول الاستقالة للراغبين، فينا يكون الرفض غالباً لأصحاب الاختصاص ممن لا تجد مديرية التربية بديلاً عنهم مثل مادة الرياضيات أو مواد علمية أخرى.

عدد المشاهدات: 25881
سوريا اكسبو - Syria Expo




إقرأ أيضا أخبار ذات صلة