2023-12-17

دفع ظهور الذكاء الاصطناعي، مديري الأعمال للبحث بشكل متزايد في التغييرات الهائلة التي ستحدثها هذه التكنولوجيا الذكية في مشهد الأعمال.

وحذر خبراء بالتكنولوجيا، أن السياق الجديد للذكاء الاصطناعي ألقي بظلاله بقوة على نجوم الفن في العالم، الذين يشعرون بالقلق من أن هذه التكنولوجيا سوف تسرق مواهبهم، وتضعف نجوميتهم وتمنح الفنانين الأقل موهبة، المهارات اللازمة لسرقة انتباه جمهور.

وأجمع الخبراء على أن الذكاء الاصطناعي التوليدي، ومن خلال السمات التي يمتلكها، سيوفّر فائضاً من الآفاق لأنشطة الصناعات، إذ من المتوقع أن يصبح الوسيلة الوحيدة للتعامل مع الأعمال في المستقبل، كونه بارعٌ في معالجة وتحليل المهام بشكل سريع جداً، ما سيمكن البشر من استخدام هذه التكنولوجيا كأداة داعمة للتغلب على العواقب المحتملة في العمل وتبسيط عملية صنع القرار.

ورأى الخبراء أن الذكاء الاصطناعي التوليدي، سيعيد تشكيل مفهوم النجومية، وأن أثاره على صناعة الفن ستكون متعددة الأوجه، إذ سيكون نجوم الفن في العالم بحاجة للحماية من منافسيهم الآليين من برامج وأدوات تعمل بالذكاء الاصطناعي، مما يثير تساؤلات حول حدود الملكية الفكرية، والآثار الأخلاقية للمحتوى الذي ينتج عن هذه التكنولوجيا، القادرة على استنساخ أصوات وأشكال المشاهير.

وبحسب الخبراء، تستطيع هذه التكنولوجيا تحدي المفاهيم التقليدية من خلال استخدام أصوات فنانين رحلوا عن هذه الحياة، لإنتاج أعمال جديدة، ما سيخلق حالة من الإرباك والتخبط على الساحة الفنية.

وقالت الخبيرة في التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي دادي جعجع، لموقع "سكاي نيوز عربية"، إن الذكاء الاصطناعي التوليدي سيضع مستقبل مفهوم الشهرة أمام احتمالين، فإما التنظيم بما يضمن حقوق الفنانين وتحقيقهم لمزيد من الانتشار، وإما تفلّت السرقة والسماح بمزيد من عمليات "الاستنساخ الرقمي للفنانين"، وإتاحة المجال أمام عديمي الموهبة بالظهور، وتحقيق الشهرة اعتماداً على ابداعات الذكاء الاصطناعي القادر على منحهم ما لا يملكونه.

وشددت جعجع، على أن ضبط الوضع، وعدم تفلت الأمور في صناعة الفن على يد الذكاء الاصطناعي التوليدي يتطلب تحركاً سريعاً، من نقابات وجمعيات الفن على صعيد عالمي، وليس صعيد محلي أو فردي، وذلك حتى يتمكن هؤلاء من مواكبة التغييرات الحاصة في هذا المجال، ودرس كيفية التصدي لها، من خلال إقرار قوانين عالمية، تمنع وتحاسب أي فرد أو شركة أو مؤسسة، تلجأ للتعامل مع محتوى تم انشاؤه عبر الذكاء الاصطناعي التوليدي، اعتماداً على بيانات مسروقة تعود لفنانين مشهورين، إن كان لناحية الصوت أو الصورة، أو حتى لناحية تحويل قدرات، يمتلكها فنان ما، لأداة تتيح لغير الموهوبين الاستفادة منها.

واعتبرت جعجع أن كل فنان شهير في العالم، يمتلك بصمة خاصة به اكتسبها بقدراته، وهذا الأمر يجب المحافظة عليه، مشيرة إلى أن تنظيم الذكاء الاصطناعي التوليدي في عالم الفن، يمنع إضعاف نجومية المشاهير، حيث سيساعدهم ذلك على تحقيق المزيد من الانتشار، ويسمح لهم بالتواجد في جميع الأسواق، وبجميع الأشكال، وفي جميع الأوقات، مما يضاعف قيمة أرباحهم من مبيعات الحقوق العائدة لهم.

وأشارت إلى أن العالم، لا يزال في المراحل الأولى لانتشار الذكاء الاصطناعي الجديد، الذي من المؤكد أنه سيكون جزءاً كبيراً من مستقبل صناعة الفن، وبالتالي على القيميين على هذه الصناعة، التحرك فوراً وعدم ترك معالجة الخلل، لمرحلة لاحقة، تكون فيها هذه التكنولوجيا قد انتشرت بشكل أكبر.

عدد المشاهدات: 19682
سوريا اكسبو - Syria Expo




إقرأ أيضا أخبار ذات صلة